اليوم الاثنين، 26 فبراير 2007
في محكمة جنح باب شرق – الإسكندرية
محاكمة رجال شرطة وضحاياهم في نفس الجلسة
الشرطة: بتهمة استخدام القسوة والضرب؛ والضحايا: بتهمة مقاومة السلطات!!
القاهرة 25/2/2007
يعود تاريخ القصة إلى يوم 15 أغسطس 2005.
ثلاث جروح غائرة بفروة الرأس وذراع في جبيرة مغطاة بالدماء هي ما انتهى إليه حال محمد عبد العزيز عبد الفتاح الذي تم ضربه واعتصار عنقه حتى فقد الوعي تحت أقدام المخبرين العربي صالح محمد وجمعيه عبد المنصف إبراهيم، حينما حاول إنقاذ شقيقه عبد الرازق عبد العزيز عبد الفتاح.. ليس لأن عبد الرازق شخص خطر أو مسلح بل لأنهما كانا يحاولان إجباره – شأن الكثير من المخبرين – على دفع إتاوة مقابل ممارسة عمله.
المخبران جمعه والعربي كادا أن يقتلا عبد الرازق ضربا في عرض الشارع بالحضرة الجديدة وحين تدخل محمد دفاعا عن أخيه ضربه المخبر جمعه على رأسه على حين أطلق المخبر العربي ثلاث رصاصات أصابت أحدها محمد في ذراعه، فهرب المخبران بعبد الرازق تاركين محمد ينزف إلى أن وجده صديقه أحمد على عبده حجاج، الذي تصادف مروره بالطريق.
لكن القصة لم تنته هنا.
ذهب أحمد حاملا صديقه الفاقد للوعي إلى النيابة لإثبات الواقعة وتحويله إلى المستشفى بصورة عاجلة.. أمر وكيل النيابة بنقله إلى المستشفى.. فقرر الضابط الجالس معه اصطحابهما إلى المستشفى..
لكنه لم ينقلهما إلى هناك وإنما إلى قسم باب شرق.. وبدلا من العلاج تلقى أحمد ومحمد جرعة ضخمة من الصفعات واللكمات والركلات والسباب والتهديد بالاغتصاب..
ظل محمد ينزف من جرح رأسه وساعده بينما الضابط يهدد أحمد بالاعتقال كي يشهد أمام النيابة بان محمد وعبد الرازق هما اللذان تعديا على المخبرين!!
أما نهاية الرحلة فكانت في مقر مباحث امن الدولة حيث تم تعصيب العنين وتقييد الأيدي والتعذيب المتواصل.
لماذا أمن الدولة؟ لأن أحد الضباط “يعرف” المخبر الذي أطلق الرصاص ويريد مجاملته.. وقد أخر المجاملة إلى بعد الانتهاء من كتابة تقرير الطب الشرعي حتى لا يتضمن التقرير رصدا لآثار تعذيب أمن الدولة .. ومن أمن الدولة خرج محمد وأحمد إلى القسم مرة أخرى ومن هناك أطلق سراحهما بعد عشرة أيام.. أما عبد الرازق فقد استمر احتجازه..
أما عمرو عبد العزيز عبد الفتاح، الأخ الثالث لمحمد وعبد الرازق فلم يسلم هو الآخر من جبروت شرطة قسم باب شرق. فقد حاول عمل محضر بما حدث لأخويه فكان نصيبه حفلة من الضرب واللكمات والركل بالأحذية في وجهه وصدره وظهره.
غدا يمثل خمسة من أطراف هذه القصة أمام محكمة جنح باب شرق.. المخبرين جمعه والعربي بتهمة استخدام القسوة والضرب.. وعبد الرازق وأحمد ومحمد بتهمة مقاومة السلطات.
لقد أصبحت الحالات القليلة والنادرة من حالات التعذيب التي يمكن بصعوبة بالغة الوصول بها الي ساحة القضاء، تمثل عقابا وتهديدا للضحايا وليس انتصارا لحقوقهم، فمقابل كل تهمة توجه الي أي من افراد الشرطة تصطف قائمة من التهم الملفقة توجه للضحايا. لقد اصبح تلفيق التهم وتزوير المحاضر إجراء احتياطي يلجأ اليه أفراد الشرطة عقب تعذيب الافراد أوانتهاك حقوقهم لتساومهم علي حقوقهم أولتعاقبهم علي تجرأهم بتلك الشكوي ولترهب الجميع. ونحن إذ نطالب القضاء بإنصاف الحق، لا نريد ان يصبح نصيب عبد الرازق وأحمد ومحمد هو نصيب عماد الكبير وايهاب مجدي ضحايا الفيديو كليب : السجن